فإنّ الماء ماء أبي وجدّي + وبئري ذو حفرت وذو طويت
من قول سنان بن فحل الطائي، من أبيات في حماسة أبي تمام.
- وذو حفرت: التي حفرتها.
- وطويت البئر: إذا بنيت بالحجارة عليها: يريد أن يقول: إنه لا حقّ لكم في ورود الماء، لأنه ماء كان يرده أبي وجدّي من قبل وكان خاصا بهما وهذه البئر أنا الذي حفرتها، وأنا الذي بنيت دائرها.
- قوله: وبئري: إما مبتدأ خبره ذو (الاسم الموصول) أو معطوف على اسم إنّ. والواو في الحالين عاطفة إما عطف جملة على جملة في الأول، أو مفرد على مفرد في القول الثاني. وشاهده: «وبئري ذو حفرت، وذو طويت».
حيث استعمل (ذو) مرتين اسما موصولا بمعنى (التي) لأنّ البئر مؤنثة.. وله شواهد في الشعر العربي.
[الإنصاف/ 773، وشرح المفصل/ 3/ 147، والهمع/ 1/ 84، والأشموني/ 1/ 158، والحماسة/ 591، واللسان (ذا) والخزانة/ 6/ 34].
المعنى العام للبيت:
ببساطة، تعني هذه العبارة أن الماء الموجود هو ملك للراوي وأسلافه، وأن البئر التي يستخدمها هو من حفرها وبناها، وبالتالي فهو صاحب حق فيها. هذه العبارة تعبر عن:
- التمسك بالحقوق: يدافع الراوي عن حقه في الماء والبئر، ويؤكد على أن هذا الحق أصيل ومتوارث.
- الاعتزاز بالنفس: يشعر الراوي بالفخر بأنه صاحب هذا الماء والبئر، ويؤكد على استقلاليته.
- الوعي بالماضي: يربط الراوي بين حاضره وماضيه، ويؤكد على أهمية الحفاظ على التراث والأصول.
دلالات أخرى:
- الاستعارة: يمكن اعتبار هذه العبارة استعارة تشير إلى أي حق أو ملكية يعتز بها الشخص ويدافع عنها.
- الرمزية: قد تحمل العبارة دلالات رمزية أعمق، مثل ارتباط الإنسان بأرضه وأصله.
الاستخدامات النحوية:
- الصفة المشبهة: كلمة "ذو" هي صفة مشبهة تعبر عن صفة ملازمة للموصوف.
- الإسناد: تم إسناد صفة "حفرت" و"طويت" إلى البئر، مما يدل على أن الراوي هو فاعل هذه الأفعال.
- الوصل والقطع: العبارة تستخدم أسلوب الوصل والقطع، حيث تربط بين جملتين بواسطه حرف العطف "و".
ختامًا:
تعتبر هذه العبارة مثالًا رائعًا على جمال اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن معانٍ عميقة في جمل قصيرة. إنها تعكس تراثًا لغويًا غنيًا، وتدعونا إلى التفكر في قيمة الحقوق والتراث والانتماء.
التسميات
شرح شواهد شعرية