شرح وإعراب: تركت بنا لوحا ولو شئت جادنا + بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح - ليبك يزيد ضارع لخصومة + ومختبط مما تطيح الطّوائح

تركت بنا لوحا ولو شئت جادنا + بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح

البيت لجرير بن عطية من قصيدة يمدح بها عبد العزيز بن مروان.
واللوح: العطش، فعله لاح يلوح.
وجادنا: أروانا.
بعيد: تصغير لتقريب الزمن.
وشبه ريقها بالثلج وأضافه إلى كرمان، لأنّ ثلجه كثير لا ينقطع عنه.

ناصح: خالص، صفة للثلج.
يعني: أن ريقها يوجد باردا كالثلج عقب النوم بلا فاصلة، وهذا غاية في اعتدال المزاج، لأن الريق ورائحة الفم يتغيران في النوم.

والشاهد في البيت (جادنا بعيد الكرى ثلج) حيث نقل ابن هشام أنّ الظرف «بعيد» لا يتعلق بالفعل «جاد» لضعفه في المعنى.

وقالوا: ربما يكون الظرف متعلقا ب «ثلج» لما فيه من معنى الفعل وهو وإن كان جامدا فإن فيه معنى «بارد»، وهو تكلّف لا يغني، والأحسن منه أن يضمن الفعل جاد معنى «سقى» ويكون المعنى «سقانا بعيد الكرى».
[شرح أبيات المغني/ 7/ 153، والخزانة/ 5/ 267].

ليبك يزيد ضارع لخصومة + ومختبط مما تطيح الطّوائح

البيت للشاعر نهشل بن حرّي من قصيدة رثى بها يزيد بن نهشل، والشاعر إسلامي عاصر الفرزدق وجريرا.

والضارع: الذليل.
والمختبط: طالب الحاجة من غير وسيلة لها.

تطيح: تهلك.
والطوائح: الدواهي.
والمعنى: يبكي عليه اثنان، مظلوم وطالب حاجة.
والخلاف جار في «ليبك» أما من بناه للمعلوم، أعرب «ضارع» فاعلا ويزيد: مفعول به مقدم.

ومن بناه للمجهول: جعل «ضارع» فاعلا لفعل محذوف.
يزيد: نائب فاعل للفعل «يبكى».

والرواية الأولى هي الأصح عند أهل الرواية، والرواية الثانية من تصحيفات النحويين.
[سيبويه/ 1/ 145، والهمع/ 1/ 160، والأشموني/ 2/ 49، والخزانة/ 1/ 303].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال