وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها + لكالهائم المقصى بكلّ مراد
البيت لكثير عزّة.
والهائم من الإبل: الذي يصيبه داء فيهيم، أي: يذهب على وجهه في الأرض ولا يرعى.
والمراد: بفتح الميم: محل الرود، أي: طلب الكلأ. شبه نفسه في طرد ليلى له، بالبعير الذي يصيبه داء الهيام، فيطرد من الإبل خشية أن يصيبها ما أصابه.
والمقصى: المبعد.
وفي البيت شاهدان:
الأول: زيادة اللام في خبر «ما زال» للضرورة.
والثاني: استعمال (لدن) بغير (من) ولم تأت في القرآن إلا مقرونة بمن.
[شرح أبيات المغني/ 4/ 358، والخزانة/ 10/ 328 (بقافية مذاد)، والعيني ج 2/ 249، والهمع/ 1/ 141، والأشموني/ 1/ 280].
فلو كان حمد مخلد الناس لم يمت + ولكنّ حمد الناس ليس بمخلد
البيت لزهير بن أبي سلمى، يمدح هرم بن سنان.
يقول: لو أن الفعل المحمود يخلّد صاحبه في الدنيا، لخلّدك ولم تمت. غير أنّ منه ما يبقى ويتوارث فيقوم مقام الحياة لصاحبه... فأورث بعض مكارمك ومحامدك، وتزوّد بعضها لما بعد موتك،.
وفي هذا يقول بعد البيت السابق:
ولكنّ منه باقيات وراثة + فأورث بنيك بعضها وتزوّد
تزوّد إلى يوم الممات فإنّه + ولو كرهته النفس آخر موعد
وفيه دليل على إيمان الشاعر بالحشر والجزاء، وهو جاهلي.
وفي البيت شاهد على أنّ «لو» يفهم منها عدم وقوع الفعل، ولهذا يصحّ تعقيبه بحرف الاستدراك.
[الهمع/ 2/ 66، وشرح أبيات المغني/ 5/ 37].
التسميات
شرح شواهد شعرية