شرح وإعراب: وعند الذي واللات عدنك إحنة + عليك فلا يغررك كيد العوائد - وناهدة الثديين قلت لها اتّكي + على الرمل من جنباته لم توسّد - فقالت على اسم الله أمرك طاعة + وإن كنت قد كلّفت ما لم أعوّد

وعند الذي واللات عدنك إحنة + عليك فلا يغررك كيد العوائد

البيت مجهول القائل.
واللات: لغة في «اللاتي».
والإحنة: الحقد، وهو مبتدأ مؤخر خبره المقدم «عند»، وقد ذكره ابن هشام شاهدا على حذف الصلة، لدلالة صلة أخرى .. أي: الذي عادك.

وعدنك: من العيادة وهي زيارة المريض.
والعوائد: جمع عائدة، ويدخل فيه المذكر بطريق التغليب.
[شرح أبيات مغني اللبيب/ 7/ 310].

وناهدة الثديين قلت لها اتّكي + على الرمل من جنباته لم توسّد
فقالت على اسم الله أمرك طاعة + وإن كنت قد كلّفت ما لم أعوّد

البيتان لعمر بن أبي ربيعة.
وقوله: وناهدة: أي: ورب ناهدة.
واتكي: توسدي.
وجملة: لم توسّد: حال من الهاء في «لها» والمعنى قلت لها غير موسدة.

وقوله: على اسم الله: متعلق بمحذوف على أنه حال و «على» بمعنى «مع».
والمقول محذوف تقديره: فقالت: أفعل مع ذكر الله.

وقد ذكر النحويون البيت الثاني شاهدا على تقدير المبتدأ المحذوف في قوله تعالى طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ [محمد: 21] عند من قدّر المحذوف مبتدأ.
وفي البيت: أمرك مبتدأ.
وطاعة: خبره.

والبيتان مع بقية القصيدة، يمثلان إحدى مغامرات عمر بن أبي ربيعة، المختلقة الصادرة عن أحلام اليقظة، أو من خيالات الشاعر، ومؤرخو الحياة الاجتماعية في الحجاز، يجعلون هذه القصيدة، وغيرها من شعر عمر، دليلا على فشو الفساد الاجتماعي في المدينة في عهد عمر.

والقصيدة مع كونها خيال شاعر كاذب، هي أيضا قصة غير محبوكة، ولا تتلاءم مع الطبيعة المعروفة للمرأة.

فالشاعر يذكر فتاة ناهدة الثديين، أمرها بالاتكاء على الرمل، فما أن سمعت قوله حتى استجابت، ويحكي بعد ذلك قصة ليلة معها.

أقول: إن القصة غير محبوكة، لأن من طبيعة الفتاة، حتى وإن كانت راغبة في الشهوة أن تتمنع وتظهر الدلال، لإثارة شوق صاحبها، وإظهار منزلتها.
وفي رأيي أن الشاعر لم يوفق في كتابة قصته، لأنه لم يوفر لها عنصر التشويق، حيث هجم على موضوعه، فلم

يستمتع القارئ بفنية الحوار الذي يكون بين عاشقين.
وهذا يعطيك دليلا على أن كثيرا من قصص عمر، قد تكون موضوعة عليه.
[شرح أبيات مغني اللبيب/ 7/ 321].

أحدث أقدم

نموذج الاتصال