شرح وإعراب: ولست بحلّال التّلاع مخافة + ولكن متى يسترفد القوم أرفد - إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة + ولم تجدي من أن تقرّي بها بدّا

ولست بحلّال التّلاع مخافة + ولكن متى يسترفد القوم أرفد

البيت من معلقة طرفة بن العبد.
والتلاع: ما ارتفع من الأرض.
ويسترفد القوم: يطلبون الرفد، وهو العطاء.
يريد أنني لا أسكن الأماكن المرتفعة بعيدا عن طرق الأضياف.
وقوله: بحلال: الباء زائدة.
وحلال: خبر ليس.
مخافة: مفعول لأجله.

والشاهد: «متى يسترفد.. أرفد»، حيث جزم ب متى فعلين.
[سيبويه/ 1/ 442، وشرح المغني/ 7/ 170، والخزانة/ 9/ 66].

إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة + ولم تجدي من أن تقرّي بها بدّا

البيت للشاعر زائد بن صعصعة الفقعسي.
و «ما» بعد إذا، زائدة.
وقوله: من أن تقرّي: المصدر المؤول مجرور، متعلق بقوله «بدّا» الآتي.
وقوله «بدّا» مفعول به للفعل «تجدي».

والشاهد: قوله: «لم تلدني»: فإنّ ظاهره أنه ماض في المعنى، حيث نقلت (لم) زمن المضارع إلى الماضي، ولكن هذا الظاهر غير مراد لأن الشاعر يريد أن يقول: إننا إذا تفاخرنا بأنسابنا تبيّن أنني لم تلدني لئيمة، والتبيّن، مستقبل لا ماض.

والشاهد وإن كان في جواب الشرط فإن النحاة ذكروه دليلا على أن الفعل ماضي المعنى في ظاهر الأمر ولكنه عند التأمل يرى مستقبلا، وذلك في سياق ما شرطوه من كون فعل الشرط لا يكون ماضي المعنى.

فلا يجوز أن نقول: إن قام زيد أمس أقم معه، وقوله تعالى: إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ [المائدة: 116]
المعنى: «إن يتبين أني كنت قلته».
وقولك: إن قام زيد أقم، سيكون القيام مستقبلا إن شاء الله.
[شذور الذهب/ 336، وشرح أبيات المغني/ 1/ 124].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال