أو حرّة عيطل ثبجاء مجفرة + دعائم الزّور نعمت زورق البلد
البيت للشاعر ذي الرّمة من قصيدة مدح بها بلال بن أبي بردة، والبيت من مقدمة يصف فيها الناقة.
والشاهد: «نعمت زورق البلد»: على أنه قد يؤنث (نعم) لكون المخصوص بالمدح مؤنثا، وإن كان الفاعل مذكرا، وهو «زورق البلد».
وقد شبه الناقة بالزورق، كما قيل: «الجمل سفينة الصحراء».
والحرّة: الكريمة، وأراد بها الناقة.
والعطيل: الطويلة العنق.
والثبجاء: الضخمة الصدر، أو عظيمة السنام.
والمجفرة: العظيمة الجنب الواسعة الجوف.
والجفر: الوسط.
والدعائم: القوائم.
والزّور: أعلى الصدر.
ودعائم الزور: الضلوع، وكل ضلع، دعامة.
وانتصب «دعائم» على التشبيه بالمفعول به، فهو من باب «الحسن الوجه».
والزورق: السفينة.
والبلد: الأرض والمفازة.
[الخزانة/ 9/ 420، وشرح المفصل/ 7/ 136، وديوان ذي الرّمة].
كأنّه خارجا من جنب صفحته + سفّود شرب نسوه عند مفتأد
هذا البيت من معلقة النابغة الذبياني التي يمدح فيها النعمان بن المنذر.
وقد وصف النابغة ناقته التي ارتحل عليها النعمان، ثم شبهها بثور وحشي، ثم تخيّل معركة بين الثور الوحشي وكلب صيد، فشكّ الثور الكلب بقرنه، فقدّم لنا لوحة فنيّة نادرة المثال.
وقوله (كأنه) في البيت الشاهد، الهاء عائدة على قرن الثور.
والضمير في صفحته راجع إلى الكلب.
والسفّود: خبر كأنّ، وهي الحديدة التي يشوى بها اللحم.
والشّرب: جمع شارب، ونسوه: أي: تركوه حتى نضج ما فيه.
شبه قرن الثور النافذ في الكلب بسفّود فيه شواء.
والمفتأد: مكان الشواء.
والفأد: الطبخ، سواء أكان في قدر أو شواء.
والشاهد في البيت قوله «خارجا» فقالوا: إنه حال من الفاعل المعنوي وهو الهاء، لأن المعنى: يشبه خارجا.
وعامل الحال: ما في كأنّ من معنى الفعل.
[الخزانة/ ج 3/ 186].
التسميات
شرح شواهد شعرية