ولكنما أهلي بواد أنيسه + ذئاب تبغّى الناس مثنى وموحد
البيت للشاعر ساعدة بن جؤيّة من قصيدة يرثى بها، ابن عمّ له، وقيل يرثي ابنه، وهي في أشعار الهذليين.
يقول: ولكنّ الذي يعظم مصابي أن أهلي بواد لا أنيس به إلا السباع التي تطلب الناس لتأكلهم اثنين اثنين وواحدا واحدا.
وقوله: «تبغّى»: تطلب، وأصله تتبغى، بتائين.
ومثنى، وموحد: صفتان للذّئاب.
والشاهد: في ترك صرف مثنى وموحد، لأنهما صفتان لذئاب معدولتان عن اثنين اثنين، وواحد واحد.
[سيبويه/ 2/ 15، وشرح المفصل 1/ 62، و 8/ 57، والعيني/ 4/ 350 وشرح أبيات المغني/ 8/ 14].
أنحويّ هذا العصر ما هي كلمة + جرت في لساني جرهم وثمود
إذا استعملت في صورة النفي أثبتت: + وإن أثبتت قامت مقام جحود
هذان البيتان فيهما لغز من صناعة أبي العلاء المعري، وهو لغز نحوي في «كاد».
فقد شاع بين النحويين - كاد - أنّ إثباتها نفي، ونفيها إثبات.
فإذا قيل: كاد يفعل، فمعناه أنه لم يفعل.
وإذا قيل «لم يكد يفعل فمعناه أنّه فعله.
ودليل الأول قوله تعالى: وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ [الإسراء: 73]».
ودليل الثاني: وَما كادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة: 71].
ولابن هشام في المغني رأي مخالف ذكره في «التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها».
[الهمع/ 1/ 132، والأشموني/ 1/ 268، وشرح أبيات المغني/ 8/ 28].
التسميات
شرح شواهد شعرية