ما باله لاحظته فتضرّجت + وجناته وفؤادي المجروح
ورمى وما رمتا يداه فصابني + سهم يعذّب والسهام تريح
البيتان للمتنبي من قصيدة مدح بها مساور بن محمد الرومي.
يقول في البيت الأول: إن فؤادي هو المجروح بنظره إليه، فما بال وجناته تضرّجت بالدم.
والشاهد في البيت الثاني، على أن الألف في «رمتا» حرف يدل على اثنين. ويداه فاعله.
وسهم: فاعل صابني، وهو لغة في «أصاب»، وقد تنازع في «سهم» عوامل ثلاثة:
«رمى» و (ما رمتا) و «صابني» والأولان يطلبانه مفعولا والثالث يطلبه فاعلا.
فأعمل الثالث لقربه، وأضمر للأولين وحذف لأنه فضلة.
يقول: رماني بلحظه، ولم يرمني بيديه، فأصابني سهم لحظه ولم أمت فبقيت معذّبا، وعادة السهام تقتل، فتريح.
وقبل غد يا لهف نفسي من غد + إذا راح أصحابي ولست برائح
البيت لأبي الطّمحان القيني؛ شاعر إسلامي اسمه حنظلة بن الشرقي.
والبيت من قطعة يرثي فيها نفسه، ويصف قبره وما يكتب على القبر، أوردها صاحب العقد الفريد وهي في الحماسة أيضا.
وقوله: وقبل غد، أي: قبل موتي في غد.
وقوله: من غد: أي: على نفسي إذا متّ في غد.
والشاهد في البيت، على أنّ «إذا» في موضع جرّ بدلا من (غد).
ولا يجوز أن تكون «إذا» ظرفا (للهف) لانقلاب المعنى، ألا ترى أنه لا يريد أن يتلهف وقت رواح أصحابه وتأخره عنهم، وإنما يريد: أتلهف الآن لغد ومن أجله وأجل ما يحدث فيه.
[شرح أبيات المغني/ 2/ 229].
التسميات
شرح شواهد شعرية