شرح وإعراب: شلّت يمينك إن قتلت لمسلما + حلّت عليك عقوبة المتعمّد - رمى الحدثان نسوة آل حرب + بمقدار سمدن له سمودا - فردّ شعورهنّ السّود بيضا + وردّ وجوههنّ البيض سودا

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما + حلّت عليك عقوبة المتعمّد

البيت لعاتكة بنت زيد ترثي زوجها الزبير بن العوّام رضي الله عنه، وتدعو على عمرو ابن جرموز، قاتله.

شلّت: بفتح الشين، وأصله (شللت) بكسر العين، ويقرأه الناس خطئا بضم الشين.
وقوله (إن) مخففة من الثقيلة، (لمسلما) اللام فارقة،
ومسلما: مفعول لـ (قتلت).

والشاهد: إن قتلت لمسلما: حيث ولي (إن) المخففة من الثقيلة فعل ماض غير ناسخ، وذلك قليل والأكثر أن يليها فعل ناسخ.

[شرح المفصل/ 8/ 71، والإنصاف/ 641، والهمع/ 1/ 142، والأشموني/ 1/ 290، والخزانة/ 10/ 373، وشرح أبيات المغني/ 1/ 89].

رمى الحدثان نسوة آل حرب + بمقدار سمدن له سمودا
فردّ شعورهنّ السّود بيضا + وردّ وجوههنّ البيض سودا

البيتان للشاعر عبد الله بن الزّبير - بفتح الزاي - الأسدي، من شعراء الدولة الأموية.

والحدثان: بكسر فسكون، أو بفتحتين، مفرد وليس مثنى، وهو نوازل الدهر وحوادثه.
وآل حرب: بنو أمية.
والسمود: الغفلة عن الشيء وذهاب القلب عنه، وفي القرآن: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ [النجم: 61]، أي: ساهون لاهون.

وفي الكلام قلب فالأصل أن يقول: رمى المقدار بحدثان، لأن المقدار، هو المقدّر من الله.
يقول: جرّت المقادير على نسوة آل حرب نوبة من نوائب الدهر، أثّرت في عقولهن حتى غفلن عن أسباب الدين والدنيا.

والشاهد: قوله: «فردّ شعورهنّ»، «وردّ وجوههن»، حيث استعمل الفعل «ردّ» في معنى التصيير والتحويل، ونصب به مفعولين.
[الأشموني/ 2/ 26، والحماسة/ 941].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال