شرح وإعراب: لم يعن بالعلياء إلا سيّدا + ولا شفى ذا الغيّ إلا ذو هدى - إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب + جهارا فكن في الغيب أحفظ للعهد - وألغ أحاديث الوشاة فقلّما + يحاول واش غير هجران ذي ودّ

لم يعن بالعلياء إلا سيّدا + ولا شفى ذا الغيّ إلا ذو هدى

البيت لرؤية بن العجاج في زيادات ديوانه.
والمعنى: لم يشتغل بمعالي الأمور، ولم يولع بخصال المجد، إلا أصحاب السيادة والطموح، ولم يشف ذوي النفوس المريضة والأهواء المتأصلة، من دائهم الذي أصيبت به نفوسهم إلا ذوو الهداية والرشد.

والشاهد فيه: قوله: «لم يعن بالعلياء إلا سيدا»، حيث أناب الجار والمجرور - بالعلياء - عن الفاعل، مع وجود المفعول به في الكلام وهو قوله «سيدا».

والداعي لذلك أنّ القوافي كلها منصوبة، ومثله قول الراجز:
وإنما يرضي المنيب ربّه + ما دام معنيا بذكر قلبه

فنصب «قلبه»، على المفعولية، وأناب «بذكر» مناب الفاعل، لاسم المفعول «معنيا».
[شرح التصريح/ 1/ 291، والهمع/ 1/ 162، والأشموني/ 2/ 68، وابن عقيل/ 1/ 432].

إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب + جهارا فكن في الغيب أحفظ للعهد
وألغ أحاديث الوشاة فقلّما + يحاول واش غير هجران ذي ودّ

ليس للبيتين قائل معروف.
والمعنى إذا كانت بينك وبين أحد صداقة وكان كل واحد منكما يعمل في العلن على إرضاء صاحبه، فتمسك بأواصر هذه المحبة في حال غيبة صديقك عنك، ولا تقبل في شأنه أقوال الوشاة فإنهم إنما يريدون إفساد هذه الصداقة وتعكير صفوها.

وقوله: صاحب: فاعل للفعل يرضيك.
جهارا: منصوب على الظرفية.

والشاهد: «ترضيه ويرضيك صاحب»، حيث تنازع الفعلان على «صاحب»، فالأول بطلبه مفعولا به، قبل دخول الضمير عليه، والثاني يطلبه فاعلا.
وقد أعمل الشاعر فيه الثاني، وأعمل الأول في ضميره الذي هو الهاء.

والجمهور يرى أنه كان يجب على الشاعر ألا يعمل الأول في الضمير، لأنه فضلة يستغنى عنه في الكلام وذكر الضمير مع العامل الأول يترتب عليه الإضمار قبل الذكر، وهذا لا يجوز.
[الأشموني/ 2/ 105، والشذور/ 423، وابن عقيل/ 2/ 7].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال