إذا كانت الهيجاء وانشّقت العصا + فحسبك والضحاك سيف مهّند
هذا البيت مجهول القائل.
والعصا: مستعار للجماعة، والاجتماع والائتلاف.
وانشقاق العصا: عبارة عن اختلاف الكلمة. لأنّ العصا، لا تدعى كذلك حتى تكون مجتمعة، فإذا انشّقت لم تدع عصا.
والضحاك: اسم رجل.
والشاهد: أن «الضحاك» روي بالحركات الثلاث:
أما الرفع: فعلى أنه قام مقام مضاف محذوف، أي: وحسب الضحاك.
والنصب: على أنه مفعول معه.
والجّر: عطفا على الضمير.
تقول: حسبك وعبد الله درهمان: على معنى: يكفيك وعبد الله درهمان.
ولكن الجّر قبيح لأنك تعطف ظاهرا على ضمير مجرور.
فإن أضفت «حسب» إلى اسم ظاهر، قلت: حسب زيد وأخيه درهمان، وقبح عندئذ النصب والرفع لأنك لم تضطر إليهما.
[شرح المفصل/ 2/ 48، 51، وشرح ابيات المغني/ 7/ 191].
وليل بدت للعين نار كأنها + سنا كوكب لا يستبين خمودها
فقلت عساها نار كأس وعلّها + تشكّى فأمضي نحوها فأعودها
البيتان للشاعر صخر بن الجعد الخضري، من قصيدة رقيقة، يتشوق فيها إلى صاحبته «كأس».
والشاهد في البيت الثاني: أن خبر عسى ظهر مرفوعا.
وهو ردّ على الأخفش الذي يرى أنّ الضمير المنصوب في موضع رفع اسمها، وأنه وضع الضمير المنصوب موضع المرفوع.
قال في شرح أبيات «المغني»، وهذا البيت قاطع ببطلان مذهب الأخفش، لأن الشاعر قال: «نار» بالرفع، ولو كان في موضع نصب لقال «نارا» بالنصب.
أقول: ومذهب الأخفش هو الأقوى، لأننا لم نسمع أن الشاعر قال «نار» بالرفع. ولا يصح أن يقول «نارا» بالتنوين، لأنها مضافة.
وما يدرينا أنه نطقها منصوبة؟ والضمير المنصوب قد يأتي اسما للأفعال التي ترفع وتنصب، كما في قولنا «كونه عالما».
فالهاء: في موضع المضاف إليه، ولكنها في معنى الاسم، والهاء من ضمائر النصب والجّر.
[شرح أبيات المغني/ 3/ 350، والهمع/ 1/ 132، والعيني/ 2/ 227، وشرح التصريح/ 1/ 213].
التسميات
شرح شواهد شعرية