عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه + ستطفئ غلّات الكلى والجوانح
البيت للشاعر الجاهلي قسامة بن رواحة السّنبسي، من قطعة في كتاب الحماسة.
وطيّئ مهموز الآخر على وزن «السيد»، وقد تخفف الهمزة فيبقى على وزن «ميّ».
والكلى: جمع كلية، أو كلوة.
والغلّة: حرارة العطش.
قالوا: والغلّة تكون في القلب، ولكنه أراد المبالغة، أي: تجاوز القلب، والكبد إلى الكلية.
وقال الخوارزمي: إن سئل: أيّ غلة للكلى حتى أضيفت إليها؟
أجيب: بأن المزاج عند ورود الهموم والأحزان عليه مما ينفعل ويسخن، فإذا سخن المزاج حمي البول واحتدّ، والبول ممره على الكلى، فكأنه قال: ستطفى الغلل التي يظهر أثرها في البول.
والشاهد في البيت: قوله: (ستطفئ) على أنّ اقتران الفعل الواقع خبرا، ل «عسى» بالسين، نادر وسهل اقترانها به، كونها قائمة مقام «أن» لكونهما للاستقبال حيث أن خبر عسى يكون مقرونا ب (أن).
وإنما قال: عسى طيئ من طيئ، لأن القتال كان بين بطنين منهما. وقوله: «بعد هذه» إشارة إلى الحالة الحاضرة، والجوانح: جمع جانحة، وهي الضلوع القصار.
والمعنى: المطموح فيه من أولياء الدم أن يطلبوا الثأر في المستقبل وإن كانوا أخروه إلى هذه الغاية، فتسكن نفوس وتبرد قلوب.
[الخزانة/ 9/ 341، شرح المفصل/ 7/ 118].
التسميات
شرح شواهد شعرية