تصنيف الأجناس والأنواع الأدبية
إذا كان الأدب الحي هو تجمع ثابت للأنساق، فإن الأجناس والأنواع الأدبية تتحدد انطلاقا من أنساق معينة هي التي تميز نوعا أدبيا عن نوع آخر.
ويتفرع الجنس إلى النوع والنمط. ومن ثم، تتميز الأنواع الأدبية بمجموعة من الملامح والسمات والمكونات الثابتة والمتغيرة، وقد تتمثل هذه المعايير التمييزية في طبيعة الكلمة، أو الأسلوب، أو نوع الخطاب، أو حسب السجل اللساني، أو حسب الغرض والوظيفة والمقصدية، أو حسب الشكل، أو حسب الصيغة والمضمون، أو حسب الكلام واللغة، أو حسب البلاغة، أو حسب المتلقي، أو حسب التصوير...
معايير التمييز بين الأنواع الأدبية
ويمكن الاحتكام إلى القيمة المهيمنة للتمييز بين الأنواع الأدبية، وهذا المعيار موجود أيضا لدى رومان جاكبسون (JAKOBSON).
وتعني هذه الخاصية هيمنة عنصر أو ملمح داخل نوع أو جنس أدبي ما.فعندما تهيمن الوظيفة الجمالية على النص، فنحن آنئذ أمام نص إبداعي. وحينما تهيمن الوظيفة التأثيرية، فنحن أمام خطبة - مثلا-. وحينما تهيمن الوظيفة الوصفية، فنكون أمام نص نقدي.
وحينما تهيمن الوظيفة المرجعية، فنكون أمام نص إخباري كالتاريخ - مثلا-. وحينما تهيمن الوظيفة الحفاظية، فنحن أمام حوار تواصلي أو مكالمة هاتفية.
وحينما تهيمن الوظيفة الانفعالية، فنحن أمام نص شعري. وحينما تهيمن الوظيفة الأيقونية البصرية، فنحن أمام صورة أو مخطط سيميائي ما...
وهكذا، فملامح النوع، "بمعنى الأنساق التي تنظم تركيب العمل الأدبي، هي أنساق مهيمنة.أي: إن كل الأنساق الأخرى الضرورية لخلق المجموع الفني تكون خاضعة لها.إن النسق المهيمن يسمى " المهيمنة".
ومجموع المهيمنات يمثل العنصر الذي يسمح بتشكل نوع معين.
إن هذه الملامح متعددة الصلاحية، وهي تتقاطع ولا تسمح بتصنيف منطقي للأنواع حسب معيار وحيد."
قوانين الأجناس والأنواع الأدبية
وعليه، فالأنواع الأدبية تنمو، وتعيش، وتموت، وتنقرض، وتنبعث من جديد مثل الكائن البشري. لذا، تنبني الأجناس والأنواع الأدبية على مجموعة من القوانين، مثل:
- مبدإ المشابهة.
- مبدإ الاختلاف.
- مبدإ الثبات.
- مبدإ التغير.
- مبدإ التحول.
- مبدإ التباين.
- مبدإ التطور.
- مبدإ التدرج.
- مبدإ الاشتراك.
- مبدإ الترابط.
- مبدإ التفكك والتحلل.
- مبدإ التوالد والتناسل.
- مبدإ التنظيم.
- مبدإ التعاقب.
- مبدإ الحلول.
- مبدإ التسرب.
- مبدإ الوظيفة.
- مبدإ التمييز.
- مبدإ التصنيف.
- مبدإ التنميط.
- مبدإ التفريع.
- مبدإ التنويع.
- مبدإ الهيمنة.
المنهج الوصفي في تصنيف الأجناس والأنواع الأدبية والفنية
ويستلزم تصنيف الأجناس والأنواع الأدبية والفنية الأخذ بالمنهج الوصفي للتمييز بينها على أسس المبنى والشكل، وتوزيع المادة في الأطر المحددة.
وبالتالي، يكون هذا التصنيف بنيويا أو شكليا أو سيميائيا. و"إنه من الواجب أيضا أن نلاحظ بأن تصنيف الأنواع هو عمل معقد .فالأعمال الأدبية موزعة في طبقات شاسعة تتمايز، بدورها، إلى أنماط وأصناف. في هذا الاتجاه، سنذهب، نزولا في سلم الأنواع، من الطبقات المجردة إلى الفوارق التاريخية الملموسة... وحتى إلى الأعمال الأدبية المفردة."
وعليه، فإن نظرية الأدب هي التي تدرس الأجناس والأنواع والأنماط الأدبية والفنية وفق مقاييس التصنيف والتجنيس والتفريع.
ومن ثم، يبقى معيار المكونات والسمات، أو ما يسمى أيضا بالأركان والشروط، من أهم المعايير النصية الموضوعية للتمييز بين الأجناس والأنواع والأنماط.
التسميات
نماذج بنيوية