السارد وعلاقته بالسرد.. مهمة السرد داخل المتن الحكائي

علاقة السارد بالسرد:

إذا كان الكاتب إنسانا بشريا من لحم ودم، فإن السارد أو الراوي هو كائن ورقي تخييلي، وإذا كان الكاتب أو المؤلف كائنا خارجيا، فإن السارد هو كائن داخلي يتولى مهمة السرد داخل المتن الحكائي.

صور وأشكال الراوي أو السارد:

وبالتالي، يتخذ الراوي أو السارد عدة صور، فقد يكون راويا موضوعيا محايدا يقوم بوظيفة الإخبار (سرد موضوعي)، أو يكون الراوي شخصية مشاركة داخل السرد (سرد ذاتي داخلي)، أو يكون الرواي ساردا خارجيا يخبر من قبل شخصيات القصة، وقد يكون السارد شاهدا أو مستمعا أو مشاركا في الفعل، وقد لايكون له أي دور في السرد...

أنماط السرد:

وعلى الرغم من ذلك، فهناك نمطان من السرد: سرد موضوعي وسرد ذاتي. فالسرد الأول يعمد فيه الراوي إلى نقل مجموعة من المعارف حول الشخصية داخليا وخارجيا، يعجز المتلقي عن معرفتها دون السارد، كأن هذا الراوي أشبه بإله مختف، حيث يملك معرفة مطلقة، تشمل الداخل والخارج معا، ويستعمل ضمير الغياب.

في حين، تكون معرفة الراوي الداخلي معرفة داخلية متساوية مع الشخصية، وتكون الرؤية بعيني الراوي الداخلي.
ويمكن للنظامين، أيضا، أن يختلطا. ففي السرد الموضوعي، يتتبع الراوي، عادة، مصير شخصية معينة، فنعرف، بطريقة متتابعة، ما فعلته أو عرفته هذه الشخصية.

الشخصية في السرد:

فيما بعد، ينتقل انتباهنا من هذه الشخصية إلى أخرى، ومن جديد نطلع، بطريقة متتابعة، على ما فعلته أو سمعته هذه الشخصية.
هكذا، يكون البطل هو الخيط المرشد للسرد. بمعنى أنه يكون أيضا راويه؛ أما الكاتب، متكلما باسم الراوي، فيحرص، في الوقت نفسه، على ألا يخبرنا بالأشياء التي لايستطيع الراوي الإخبار بها.

وضعية الراوي أو السارد:

في بعض الأحيان، تكون وضعية الراوي، كخيط مرشد للسرد، كافية لتحديد بناء العمل بكامله.
ومع بقاء مادة البناء الحكائي على حالها، فإن البطل يمكن أن يتعرض لبعض التغييرات، إذا ما تابع الكاتب شخصية أخرى."

وبهذا، يكون توماشفسكي من السباقين إلى طرح المنظور أو الرؤية السردية في مجال علم السرد، لتجد تصوراته القيمة آذانا صاغية عند الكثير من علماء السرد لتعميقها، خاصة عند جيرار جنيت في كتابه (صور 3/ Figures3).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال