شرح وإعراب.. زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا + وبذاك خبرنا الغداف الأسود

زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا + وبذاك خبرنا الغداف الأسود


البيت للنابغة الذبياني من قصيدة مكسورة القافية.
وزعم الرواة أن النابغة الذبياني كان ينشد القصيدة ولا يفطن إلى (الإقواء) إلى أن غنته جارية في يثرب، فمدت ما قبل البيت، ثم مدّت قافية البيت فقالت: «الأسودو» ففطن، وغيّر البيت إلى قوله:

«وبذاك تنعاب الغراب الأسود»، وهذه القصة لا تصحّ لأنها تصف النابغة بأنه فاسد الذوق منعدم الإحساس الموسيقي. مع أن الشادي في علم الأدب يدرك الإقواء بأذنه ..

وقوله: «البوارح» جمع بارح، ومعناه ذو البرح والشدّة.
والبوارح عند العرب من الظباء والطير وغيرها التي تأتي من يمين الرجل إلى مياسره، فتوليه مياسيرها وأهل نجد يتشاءمون بها.
والسوانح: التي تأتي من يساره إلى يمينه فتوليه ميامنها، وأهل نجد يتيمنون بها، وأما أهل الحجاز فيتشاءمون بالسوانح ويتيمّنون بالبوارح، والغداف: الغراب الضخم.

وزعم: من الأفعال القلبية الناصبة لمفعولين، قد تنصب المفعولين مباشرة وقد تدخل على أنّ مع معموليها، فيكون المصدر المؤول سادا مسدّ المفعولين، وهذا هو الأغلب في «زعم».

وزعم: قد تكون بمعنى اليقين، وقد تكون بمعنى الاعتقاد من غير دليل، كقوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا [التغابن: ٧] وقد تدل على الرّجحان، وقد تستعمل للدلالة على الشكّ، وهو الغالب في استعمالها وقد تستعمل في القول الكاذب.
[النحو الوافي ج ٢/ ٧].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال